في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالسياحة الصحية والطبية، تسعى أذربيجان إلى ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة في هذا المجال، حيث أكد رئيس جمعية دعم السياحة الطبية والحرارية في أذربيجان، ورئيس منظمة السياحة الصحية العالمية، السيد رسلان غولييف، على ضرورة تحسين المنافسة الجيدة في سوق السياحة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في 20 أبريل الجاري.
وقال غولييف في تصريحاته إن عامل السعر مهم، لكنه ليس كافيًا وحده لاستقطاب السياح والمرضى من الخارج، مشيرًا إلى أن نوعية الخدمات المقدمة يجب أن تكون في صلب أولويات مقدمي الخدمة. وأضاف: “في سوق عالمي يتسم بالمنافسة الشرسة، لا يمكن الاعتماد فقط على انخفاض الأسعار، بل ينبغي تقديم خدمات بجودة عالية تضاهي المعايير الدولية.”
ولفت غولييف الانتباه إلى أن تحسين الكفاءة المهنية للعاملين في القطاع يُعد من الدعائم الأساسية لتطوير السياحة في البلاد، مشددًا على أهمية رفع مهارات الكوادر البشرية وتوفير برامج تدريب مستمرة لهم، من أجل ضمان تقديم تجربة سياحية متكاملة وآمنة للسائح.
وتُعتبر السياحة الصحية أحد المجالات الواعدة في الاقتصاد الأذربيجاني، حيث تتمتع البلاد بموارد طبيعية فريدة مثل الينابيع الكبريتية والمياه العلاجية، بالإضافة إلى بنية تحتية صحية متطورة نسبيًا، ما يجعلها وجهة مناسبة للعلاج والاستجمام في آن واحد.
ولتعزيز هذه الإمكانيات، دعا غولييف إلى مراجعة السياسات المالية المتعلقة بالقطاع السياحي، من خلال تخفيف العبء الضريبي على المستثمرين وأصحاب المشاريع في هذا المجال، إلى جانب تقديم قروض ميسّرة بأسعار فائدة منخفضة، بما يساهم في تقليل التكلفة النهائية للخدمات المقدمة ويجعلها أكثر تنافسية على المستوى الإقليمي والدولي.
ويُنظر إلى هذه الخطوات كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى جعل أذربيجان مركزًا إقليميًا للسياحة الصحية، خاصة مع تزايد الإقبال على هذا النوع من السياحة في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع تكاليف العلاج في الدول الغربية وتنامي الوعي بمزايا العلاج في بيئات طبيعية.
ويأمل القائمون على القطاع أن يؤدي تحسين جودة الخدمات وتوفير بيئة استثمارية مشجعة إلى استقطاب المزيد من السياح من دول الخليج العربي، وخصوصًا في ظل التقارب الثقافي والديني، بالإضافة إلى سهولة الحصول على التأشيرات ورحلات الطيران المباشرة.
واختتم غولييف حديثه بالتأكيد على أن التعاون بين القطاعين العام والخاص هو السبيل الأمثل لتحقيق هذه الطموحات، داعيًا إلى تنسيق الجهود بين الوزارات والهيئات المختصة، لتوفير بيئة داعمة ومستدامة للنمو السياحي.
إنها دعوة واضحة لمستقبل مشرق، يضع أذربيجان في موقع الريادة، ليس فقط كوجهة سياحية، بل كمرجع في تقديم خدمات صحية تجمع بين التميز والابتكار.