أجرى أطباء من معهد رينبو لقلب للأطفال في حيدر أباد عملية قلب ناجحة لحفيد رئيس وزراء ميانمار البالغ من العمر 9 أشهر
في خطوة تعكس عمق العلاقات الطبية والإنسانية بين الهند وميانمار، دعا رئيس وزراء ميانمار فريقاً طبياً من مدينة حيدر آباد الهندية لإجراء عملية جراحية دقيقة لحفيده البالغ من العمر تسعة أشهر، والذي كان يعاني من عيب خلقي خطير في القلب. وقد لبى الدعوة كل من الدكتور ناجيسوارا راو كونيتي والدكتورة شويتا باخرو من مستشفى رينبو المتخصص في أمراض قلب الأطفال، وسافرا إلى العاصمة يانغون الأسبوع الماضي لأداء المهمة الإنسانية النبيلة.
كان الطفل الصغير يعاني من تشوه خلقي يُعرف بـ “العيب بين الأذنين”، وهي حالة تؤثر على تدفق الدم بين حجرتي القلب العلويتين، وقد تتسبب بمضاعفات خطيرة إن لم تُعالج في الوقت المناسب. لكن بفضل التقنية الحديثة والخبرة المتقدمة للفريق الطبي، أُجريت له عملية “إغلاق جهاز عبر القسطرة”، وهو إجراء متطور وغير جراحي يُستخدم لإغلاق العيب الخلقي دون الحاجة إلى فتح القلب.
ووفقًا لتصريحات الأطباء، فقد تم إجراء العملية بنجاح تام، وغادر الطفل المستشفى في اليوم التالي وهو يتماثل للشفاء تدريجيًا. وقد أشاد ذوو الطفل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، بالجهد الكبير والمهارة التي أظهرها الفريق الهندي خلال العملية.
تعود جذور هذا التعاون الطبي إلى مبادرة أطلقها الرئيس الهندي الأسبق الدكتور عبد الكلام – رحمه الله – بالتعاون مع مؤسسة “كيير”، حيث أسس برنامجًا تدريبيًا لتطوير مهارات أطباء قلب الأطفال في ميانمار. ومنذ ذلك الحين، أصبح الدكتور راو أحد الأطباء الرائدين في هذا البرنامج، حيث قام بزيارات متكررة إلى ميانمار لتدريب الطواقم الطبية والمساعدة في إجراء عمليات معقدة للأطفال المرضى.
ويُعتبر مستشفى رينبو لقلب الأطفال في حيدر آباد من بين أفضل المؤسسات الطبية المتخصصة في رعاية الأطفال والنساء في الهند، وقد نال شهرة واسعة في جنوب آسيا بفضل تفوقه في العمليات المعقدة وخبرته الممتدة في هذا المجال.
وفي تعليق له، عبّر السيد رحمت عالم، ممثل شركة مارلن للمساعدة الطبية، عن فخره بهذا الإنجاز الطبي، موجهاً التهاني للدكتور راو وفريق مستشفى رينبو. وقال: “هذا الجهد يعكس التزام الأطباء بخدمة الإنسانية خارج حدود بلادهم. إنه مثال يُحتذى به في التعاون الطبي بين الشعوب.”
وأضاف عالم: “لقد أصبحت الهند مرجعًا عالميًا في مجال الطب المتقدم، ومثل هذه القصص تبرز كيف يمكن للعلم والخبرة أن يتجاوزا الحدود السياسية ليصنعا الفارق في حياة الناس.”
الجدير بالذكر أن مستشفى رينبو يُعَدّ مركزًا تعليميًا كذلك، حيث يستقبل أطباء متدربين من مختلف دول آسيا لتعلم أحدث التقنيات في علاج أمراض القلب لدى الأطفال. ويطمح الدكتور راو إلى مواصلة جهوده في تدريب الأطباء الميانماريين، مساهمًا في بناء جيل جديد من الأطباء القادرين على تقديم أفضل رعاية للأطفال في بلادهم.
بين التقنية والرحمة، وبين العلم والإنسانية، تبقى مثل هذه المبادرات شاهدًا حيًا على قدرة التعاون الدولي على إنقاذ الأرواح، ورسم الابتسامة على وجوه الصغار.