بقلم: مراسل المجلة العربية
في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية قيرغيزستان وجمهورية الصين الشعبية، عقد النائب الأول لرئيس قيرغيزستان، أسكاربيك شادييف، اجتماعًا مهمًا مع رئيس لجنة الدولة للصحة العامة في الصين، ما شياو وى، في العاصمة بكين، وذلك بحسب ما أفادت به الخدمة الصحفية للحكومة القيرغيزية.
تناول اللقاء سبل تطوير التعاون بين البلدين في المجال الصحي، مع التركيز على الطب الصيني التقليدي، السياحة العلاجية، والبحث العلمي. وشدد شادييف خلال حديثه على أهمية توسيع آفاق الشراكة بين الجانبين، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من قيرغيزستان بتعزيز قدراتها الصحية وتبني تجارب ناجحة من دول أخرى، وعلى رأسها الصين.
وأشار شادييف إلى أن العلاقات الثنائية في المجال الصحي تشهد حاليًا مرحلة من التكثيف والنمو، مؤكداً استمرار العمل في بناء مجمع مستشفيات حديث ومتكامل في مدينة أوش، والذي سيُزود بأحدث المعدات الطبية. كما دعا الجانب الصيني إلى المشاركة الفعّالة في مشروع بناء مركز تشخيص طبي حديث على شاطئ بحيرة إيسيك كول، إحدى أهم الوجهات السياحية والطبيعية في البلاد.
من جهته، رحّب ما شياو وى بالمبادرات القيرغيزية، مؤكداً استعداد الصين لدراسة المقترحات المتعلقة بمشروعات التعاون الطبي، وخصوصاً مشروع المركز الطبي في إيسيك كول. كما أشار إلى أن قطاع الصحة يمثل ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية، وأن الصين تنظر إلى هذا التعاون كجزء من رؤيتها لتعزيز التكامل الإقليمي في المجال الطبي.
وأضاف ما شياو وى أن الصين تعتزم توسيع التعاون مع قيرغيزستان في مجالات الطب التقليدي الصيني، والسياحة العلاجية، فضلاً عن تطوير أدوات التشخيص والعلاج عن بعد، وهي تقنيات أثبتت فعاليتها في تحسين جودة الخدمات الصحية وتوسيع نطاقها في المناطق النائية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق جهود مستمرة من الطرفين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين قيرغيزستان والصين، لا سيما في ظل مشاريع البنية التحتية الطبية التي بدأت تأخذ حيز التنفيذ في قيرغيزستان، والتي تسعى من خلالها الحكومة إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية لمواطنيها والانفتاح على الخبرات العالمية.
يُشار إلى أن الصين كانت من أوائل الدول التي قدمت الدعم لقيرغيزستان خلال جائحة كورونا، من خلال إرسال مساعدات طبية وتبادل الخبرات، مما أسس لعلاقة متينة في المجال الصحي يمكن البناء عليها لتحقيق نتائج ملموسة في المستقبل القريب.
هذا اللقاء بين شادييف وما شياو وى يعكس رغبة صادقة لدى البلدين في الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستويات أكثر شمولاً، ويؤكد أن الصحة باتت جسرًا قويًا للتقارب والتعاون بين الشعوب.