مع التقدم التكنولوجي الهائل، أصبحت حياتنا مليئة بالمخاطر التي يشكلها إستخدام الأجهزة الحديثة، بما في ذلك سماعات الأذن، التي نمت مبيعاتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث باعت شركة “آبل” وحدها نحو 100 مليون مجموعة من أجهزة «إيربودز» خلال عام 2020.
في الوقت الذي أصبح فيه هذا النوع من الأجهزة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية لكثير من الأشخاص، بدأ الخبراء في إطلاق تحذيرات حول الآثار الضارة المحتملة لاستخدامها بشكل مطول. يعتبر هذا النوع من الأجهزة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للكثيرين، سواء كانوا يستخدمونها للاستماع إلى الموسيقى، أو للمكالمات، أو حتى للتفاعل مع التطبيقات والمحتوى الرقمي. ومع ذلك، بدأت الدراسات والأبحاث في التسليط الضوء على الآثار الصحية السلبية المرتبطة بهذا الاعتماد الكبير على سماعات الأذن. يُشير التحذير الخاص بالاستخدام المطول إلى تأثيرات قد تشمل فقدان السمع، وآلام الأذن، ومشاكل التوازن. يأتي هذا التنبيه لتحفيز الأفراد على اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على صحة أذنيهم أثناء استمتاعهم بفوائد تكنولوجيا الصوت.
بحسب دراسة حديثة، يظهر أن الاستخدام المطول لسماعات الأذن اللاسلكية قد يتسبب في مشاكل وتأثيرات سلبية على شمع الأذن. يشير البحث إلى أن التكنولوجيا اللاسلكية قد تزيد من تكون الشمع في الأذن، مما يؤدي إلى مشاكل صحية. يعزو الخبراء هذه الآثار إلى الإغراق المستمر للأذن بالصوت والضغط المستمر، مما يؤكد على أهمية التوعية حول الاستخدام المتوازن والوقائي لتجنب التأثيرات السلبية على صحة الأذن.
يعتبر إنتاج شمع الأذن عملية شائعة لدى البشر والعديد من الثدييات الأخرى، ويجب أن يكون هناك دائمًا طبقة رقيقة من الشمع بالقرب من فتحة قناة الأذن، إذ يعد الشمع إفرازاً مضاداً للماء ووقائياً يعمل على ترطيب جلد قناة الأذن الخارجية, كما يمنع الإلتهابات والحشرات والبكتيريا والماء
فوائد السمع للحفاظ على صحة الأذن
شمع الأذن هو إفراز طبيعي يتكون عن طريق تعاون الغدد الدهنية والغدد العرقية الموجودة في جدران قنوات الأذن. تقوم هذه الغدد بإفراز إفرازات تشمل الزيوت والمواد المائية. هذه المركبات تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على ليونة ورطوبة قناة الأذن وحمايتها من الجفاف.
عندما يتجمع الشمع، يعمل كحاجز طبيعي لحماية الأذن من الغبار والجسيمات الضارة، ويمنع دخول البكتيريا والفطريات. كما يساعد في استباق العدوى ويقوم بتنظيف القناة السمعية بطريقة طبيعية عبر حركة الفك والفتح والإغلاق اليوميين.
ومع ذلك، عند استخدام سماعات الأذن بشكل مطول، يمكن أن يتأثر توازن هذا الإفراز الطبيعي. يتسبب الضغط المستمر وتشغيل الصوت بزيادة إنتاج الشمع، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى تكون كتل أو انسدادات. لذلك، يبرز الأطباء أهمية النظافة اللطيفة والتوازن في استخدام السماعات لتجنب التأثيرات السلبية على عملية تكوين وتنظيف شمع الأذن.
في هذه العملية، تشبه قناة الأذن الخارجية نظام السلم الكهربائي، حيث يتحرك الشمع دائمًا للخارج، وهي آلية تمنع الأذن من الإمتلاء بخلايا الجلد الميتة.
تساعد الحركة الطبيعية للفك أيضًا على خروج الشمع من الأذن، وبمجرد وصول الشمع إلى نهاية الأذن، فإنه يسقط بسهولة.
كيف نمنع الاستخدام الزائد لسماعات الرأس؟
يمكن تقليل استخدام سماعات الأذن من خلال اتباع بعض الإرشادات وتطبيق التوجيهات التالية:
تقنيات الصوت المحيطي: استخدم تقنيات الصوت المحيطي عندما تكون ممكنة، حيث يمكن أن توفر تجربة صوت أكثر طبيعية دون الحاجة إلى سماعات الأذن.
استخدام مكبرات الصوت: في بعض الحالات، يمكن استخدام مكبرات الصوت بدلاً من سماعات الأذن للاستماع إلى الموسيقى أو المحادثات.
التوازن في مستوى الصوت: تجنب رفع مستوى الصوت إلى درجات عالية، وحافظ على مستويات معقولة للحماية من فقدان السمع.
فترات استراحة: اتخذ فترات استراحة من الاستماع المطول باستخدام السماعات، خاصة إذا كنت تقضي وقتًا طويلاً في الاستماع المستمر.
الابتعاد في بعض الأنشطة: في بعض الأوقات، قد يكون من الممكن الابتعاد عن استخدام السماعات، مثل خلال النشاطات الرياضية أو النشاطات الاجتماعية.
توعية بالآثار الصحية: فهم الآثار السلبية للاستخدام المفرط لسماعات الأذن يمكن أن يلهم التحول نحو استخدامها بحذر أكبر.
بتبني هذه الإجراءات، يمكن تحقيق توازن صحي بين الاستماع إلى الصوت والحفاظ على صحة الأذن.