أخبار عاجلة

أول عملية في الهند: إنقاذ حياة سيدة بـ72 عاماً عبر جراحة مزدوجة للقلب والسرطان في جلسة واحدة باستخدام الروبوت! 💡🦾

في إنجاز طبي هو الأول من نوعه في الهند، تمكن فريق من الأطباء في مستشفى “فورتيس إسكورتس” بمدينة نيودلهي من إجراء جراحة مزدوجة معقدة بمساعدة الروبوت، لسيدة تبلغ من العمر 72 عامًا من بنغلاديش، جمعت بين جراحة تحويل مسار الشريان التاجي (CABG) واستئصال جذري لسرطان الثدي في جلسة واحدة استغرقت 11 ساعة. هذا الإنجاز الطبي لم يكن فقط خطوة كبيرة في مجال الجراحة الروبوتية، بل يمثل أيضًا نموذجًا يحتذى به في التنسيق بين التخصصات الطبية المختلفة لمواجهة حالات معقدة ومهددة للحياة.

القصة خلف الجراحة

وصلت المريضة إلى المستشفى وهي تعاني من أعراض حرجة، شملت صعوبة شديدة في التنفس، إرهاقًا جسديًا متقدمًا، ونزيفًا مستمرًا من جرح مفتوح وملتهب في الثدي الأيمن. بعد سلسلة من الفحوصات الطبية، تبين أنها تعاني من انسدادات شديدة في ثلاثة شرايين رئيسية في القلب أدت إلى فشل قلبي، بالإضافة إلى إصابتها بسرطان الثدي في مرحلته الثالثة، حيث كان الورم كبيرًا ومُلتهبًا، وقد تسبب في تآكل الجلد الخارجي ونزيف دائم.

ما زاد الوضع تعقيدًا أن الحالة القلبية للمريضة كانت ضعيفة جدًا لدرجة لا تسمح بإجراء جراحة لاستئصال الورم بشكل منفصل. وفي الوقت نفسه، كان تقدم الورم وسرعة تطوره يمنع أي تأجيل في علاجه. بناءً على ذلك، قرر الأطباء اتخاذ نهج علاجي فريد: إجراء الجراحتين في جلسة واحدة، باستخدام تقنيات الجراحة الروبوتية المتقدمة.

تفاصيل الجراحة

تم تنفيذ العملية بواسطة فريق من الخبراء ضم كلًا من:

  • الدكتور ريتويك راج بويان، مدير جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية.
  • الدكتور أرتشيت بانديت، مدير قسم جراحة الأورام.
  • الدكتور فينيت غويل، استشاري جراحة الأورام.

بدأ الفريق بجراحة مجازة الشريان التاجي بمساعدة الروبوت، والتي أُجريت عبر شقوق صغيرة على جانب الصدر، بدلاً من شق الصدر الكامل كما هو الحال في الجراحة التقليدية. هذا الأسلوب يقلل من الألم وفترة التعافي، وهو الأنسب لحالات المرضى كبار السن.

فور الانتهاء من عملية القلب، دون تغيير موضع المريضة أو المجال الجراحي، انتقل الفريق إلى استئصال الثدي والغدد اللمفاوية المصابة فيما يعرف بالجراحة الجذرية المعدلة (Modified Radical Mastectomy). وقد تم الانتهاء من الجراحة بنجاح، وغادرت المريضة المستشفى بعد 12 يومًا وهي في حالة مستقرة.

الأبعاد الإنسانية والطبية

قال الدكتور بويان إن “هذه الحالة لم تكن فقط تحديًا جراحيًا، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لما يمكن أن ينجزه التعاون متعدد التخصصات والرعاية الرحيمة.” وأضاف أن إجراء جراحة قلب معقدة لمريضة بحالة صحية حرجة، ثم تليها مباشرة جراحة أورام، يُعدّ مهمة استثنائية.

من جهته، أشار الدكتور أرتشيت بانديت إلى أن الورم السرطاني كان قد أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا على الحياة بسبب النزيف والعدوى، وكان لا بد من التدخل السريع. وأكد أن الفريق الطبي قرر اتخاذ “نهج نادر” لإنقاذ حياة المريضة عبر الجراحة المزدوجة.

أما الدكتور فيكرام أغاروال، مدير المنشأة، فقد أشاد بنجاح الفريق الطبي، معتبرًا أن “هذه الجراحة تؤكد ريادة المستشفى في تقديم رعاية متعددة التخصصات على أعلى مستوى، وتمثل بارقة أمل للمرضى الباحثين عن حلول طبية متقدمة عبر الحدود.”

أثر الجراحة على مستقبل الطب

يمثل هذا النوع من الجراحات المزدوجة تطورًا جديدًا في الطب الحديث، حيث يسمح باستخدام التكنولوجيا الروبوتية لتقليل الأخطار، وتحسين النتائج، وتقديم رعاية فعالة خاصة في الحالات المعقدة التي تتطلب تدخلًا من أكثر من تخصص في وقت واحد.

هذا الإنجاز يفتح الباب أمام تطبيق تقنيات مماثلة في دول أخرى، ويعزز من مكانة الهند كمركز متقدم للرعاية الطبية التخصصية، خاصة في الجراحات عالية المخاطر والمبتكرة.

شاهد أيضاً

من الجنوب إلى العالم: الهند تخطو نحو الريادة في السياحة الطبية بالأيورفيدا

في قمة الجنوب الإقليمية للسياحة الطبية القائمة على الأيورفيدا، التي عُقدت في تشيناي، سلط وزير …

اترك تعليقاً